دولة عربية أكثر من نصف سكانها فقراء يجتاحها ربيع عربي ناعم

الثلاثاء 03 ديسمبر-كانون الأول 2019 الساعة 08 مساءً / مأرب برس- وكالات
عدد القراءات 2190

يعيش اللبنانيون اليوم على وقع أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ عقود، والتي أثرت على مختلف جوانب الحياة المالية والاجتماعية وحتى التربوية للمواطنين، خصوصاً مع إعلان إحدى المدارس عن إقفال أبوابها أمام الطلاب بسبب عدم قدرة الإدارة على دفع رواتب المعلمين والمعلمات فيها.

يقول الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين لـ"سبوتنيك" إنه بسبب الأزمة الاقتصادية برزت مشكلة المدارس، لأن هناك العديد من الأهالي إما صرفوا من أعمالهم أو تراجعت مداخيلهم وحتى لو لم تنخفض مداخيلهم لكن ارتفاع تكاليف الحياة يدفعهم إلى التأخر في دفع الأقساط المدرسية، وبالتالي اذا استمرت الأزمة فإننا سنكون بداية العام المقبل أمام أزمة تربوية خطيرة، بحيث ان هناك 560 ألف طالب مسجلين في المدارس الخاصة وكلهم سيتأثرون، لأن المدرسة إذا لم تقبض الاقساط من الأهالي فبدورها لن تستطيع الدفع للأساتذة وبالتالي سنكون أمام ازمة تربوية خطيرة لم نشهدها بأصعب الظروف التي مرت على لبنان".

   ولفت إلى أن كل المؤشرات الاقتصادية والمالية في لبنان قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية في 17 أكتوبر تشير أن هناك ارتفاع في الدين العام وعجز في الموازنة وصل الى 35% كما ان كل المؤشرات الاقتصادية تراجعت ولا سيما ارتفاع نسبة البطالة التي تجاوزت نسبة 25% وهي نسبة كبيرة جداً في ظل غياب أي مؤسسات تهتم بالعاطلين عن العمل، وزاد الحراك الشعبي هذه الأزمة تفاقماً فأصبحت الصورة مقفلة امام كل اللبنانيين".

واشار شمس الدين إلى أن 55% من اللبنانيين هم من الفقراء هذا يعني أن أكثر من نصف الشعب اللبناني من الفقراء، 25% يعيشون دون خط الفقر وما يحصلون عليه لا يكفي مأكلهم وهناك 30% على خط الفقر وما يحصلون عليه يكفي لطعامهم ولكن لا يكفي لتلبية حاجاتهم الأساسية، وهذا الفقر موجود في كل المناطق اللبنانية إلا أن هناك بؤر أساسية في بعض مناطق الهرمل وبعلبك وبعض احياء طرابلس شمالي لبنان والضواحي القريبة من بيروت كبرج حمود والنبعة والأحياء القريبة من المدينة الرياضية".

ورأى "أن هناك مسألتان أساسيتان، ارتفاع الاسعار وتراجع سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الامريكي، وليس لدينا أرقام نهائية ولكن يقال أن ارتفاع الاسعار تراوح بين 10 و 35% حسب نوع السلع، اليوم الدولار رسمياً مستقر على 1507 ولكن في السوق السوداء ارتفع إلى 2000 ليرة لبنانية، وفي حال استمر هذا الارتفاع في الاسابيع القادمة حكماً سيترجم بارتفاع العديد من السلع وبالتالي نكون أمام أزمات اقتصادية واجتماعية في ظل تراجع المداخيل".

ولفت شمس الدين إلى أن متوسط دخل الفرد في لبنان بحدود المليون ليرة شهرياً وفي ظل ارتفاع المعيشة في لبنان تكون الحياة صعبة كثيراً ولا يكفي هذا المبلغ.

   وأوضح أنه كان هناك إيجابية أمام هذا الواقع، وهي الأموال التي يرسلها العاملون في الخارج إلى أهاليهم في لبنان، ولكن بعد الواقع الحالي أصبح هناك صعوبة في تحويل واستلام الاموال لأن المصرف يعطي بالتقسيط لذلك لم يعد هناك تحويلات من الخارج.

وختم شمس الدين قائلاً: "لبنان تأثر بشكل كبير في الأزمة السورية والآن بدأت سوريا تتأثر بالأزمة اللبنانية".

هذا وأعلنت مدرسة اليسوعية فرع كفر حباب غزير، إقفال ابوبها بدءا من اليوم، بعد تعذر الادارة عن دفع رواتب الاساتذة بشكل كامل، والذين قرروا بدورهم تعليق الدروس حتى الحصول على كل رواتبهم.