الحلقة الثالثة : دور اللواء علي محسن الأحمر في مكافحة الإرهاب ومحاربة القاعدة

الخميس 25 أغسطس-آب 2011 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - محمد مصطفى العمراني – خاص
عدد القراءات 9709
 
  

تناولنا في الحلقة الأولى السيرة الذاتية للواء علي محسن صالح الأحمر كمفتاح لفهم معالم شخصيته وطريقة تفكيره ورؤيته كثير من الأمور وتناولنا في الحلقة الثانية من هذه الدراسة إصرار اللواء الأحمر على الطابع السلمي للثورة ومدى صبره وتحمله في سبيل هذه الهدف رغم الاستفزازات والاعتداءات المتكررة التي يريد منها أقارب صالح جر البلاد للعنف والاحتراب وفي هذه الحلقة سنتناول دور اللواء الأحمر في مكافحة الإرهاب ومحاربة القاعدة وخصوصا في أبين...

ومعروف أن الإرهاب ليس له حتى الآن تعريفاً موحدا ومتفقا عليه بل لقد اتخذت منه القوى الكبرى شماعة وذريعة لحربها على الإسلام والمسلمين ومعلوم أن القاعدة وجدت كردة فعل للحملة الأمريكية والغربية على الإسلام والمسلمين ودخول القوات الغربية جزيرة العرب وغزو العراق وأفغانستان وما يحدث من قبل لإخواننا المسلمين في فلسطين حيث الانحياز الأمريكي للكيان الصهيوني ودعمه اللامحدود كل هذا أوجد شبابا متحمسون وناقمون على أمريكا والدول الغربية وناقمون في الوقت نفسه على السلطات العربية المتخاذلة والمتواطئة بإضافة إلى العوامل المحلية ومنها فشل السلطة في القيام بواجباتها والتي منها التوعية الإسلامية الصحيحة وسعي السلطة للتضييق والحرب على التيارات الإسلامية الوسطية والتي تعمل في الإطار السياسي السلمي.

في اليمن يبدو تنظيم القاعدة مخترقاً من قبل مخابرات صالح حيث يتلقى الدعم من الرئاسة بأسلوب مباشر وغير مباشر ولا يختلف اثنان على أن القاعدة وملف القاعدة قد خدم طموحات صالح وأهدافه على مدى السنوات الماضية وجلب لخزانته الشخصية عشرات المليارات من الدولارات ولا شك أن التنظيم قد استغل بالفعل هذا التوجه من السلطة وعدم جديتها بمحاربته فلو تم القضاء بشكل نهائي على تنظيم القاعدة فقد يحوز بذلك صالح على احترام الدوائر الغربية لكنه في الوقت نفسه سيفقد فزاعته وبقرته الحلوب وسيتوقف الدعم الغربي المادي والمعنوي لنظام صالح الشهير بفساده ولذا فقد أبقى صالح على ملف القاعدة في درج مكتبه الشخصي وجعله مجمداً يفعله متى يشاء ويجمده حين يريد التنظيم من جهته أستغل كما قلنا هذا التوجه فقام بالتوسع في بعض المحافظات محافظات أبين وشبوه ومأرب كما قام بتنفيذ بعض العمليات الانتحارية ضد جنوداً في الجيش وعناصر في الأمن، ومباني ومراكز حكومية لتكون هذه العمليات بمثابة إعلان عن وجوده

· اللواء الأحمر إدراك مبكر لمخططات صالح

يرى اللواء علي محسن الأحمر في مقابلة أجرتها معه صحيفة "عكاظ" السعودية: أن تنظيم القاعدة موجود بالفعل في اليمن ولكن ليس بالشكل المبالغ فيه وفيه مزايدة؛ لأن موضوع القاعدة فيه عائد مادي كبير يستفاد منه، وأصبحت بمثابة مزرعة ومال فالقاعدة كملف يهم الخارج رتبه صالح وأعد له منذ سنوات طويلة فهو يستعمل القاعدة وملف الإرهاب ككل كفزاعة وهو يحاول أن يكسب من خلالها ثقة الخارج ودعمه والأشقاء والأصدقاء الأمريكان والأوروبيون أصبحوا الآن يدركون الحقيقية ولكننا في نفس الوقت ضد الإرهاب في اليمن ونتعامل معه بكل قوة وحزم.

لا أحد كاللواء الأحمر يدرك لعبة صالح في ملف القاعدة والإرهاب وتفاصيل هذا الملف الهام ولذا فهو يرى أن القاعدة مرتبطة ارتباطا وثيقا بصالح وبقائها باقي ببقائه يقول اللواء علي محسن الأحمر:

ما دام هذا النظام موجودا في السلطة، سيظل تنظيم القاعدة موجودا في اليمن، حيث يستند التعاون بشأن مكافحة الإرهاب الآن إلى التعاون المادي فقط، من خلال تبادل الأموال: كم من المال سوف تعطيني إذا كنت قادرا على قتل شخص تريد أن تتخلص منه؟!!

· تسليم صالح محافظات للقاعدة

في الأحداث الأخيرة عندما هبت عاصفة الربيع العربي وخرج الملايين في اليمن إلى الشوارع وتسارعت الضغوط الدولية والإقليمية لدفع بصالح إلى تسليم السلطة سلميا وبعد أن أعلن اللواء علي محسن الأحمر موقفه السلمي المؤيد لثورة الشباب وحدث التصدع الكبير في نظام صالح والذي لم يكن يحسب له حسابا قام صالح بتنفيذ المخطط الذي درسه وهو تفعيل ملف القاعدة بشكل كبير بغية إيقاف أو تخفيف الضغوط الدولية والإقليمية عليه فهو حليف أمريكا وشريكها في حربها ضد الإرهاب فكيف يريدونه ترك السلطة ومن سيحارب الإرهاب غيره؟!! هكذا تساءل صالح ذات مساء ليتصل بعدها بمحافظ أبين وليوجه إليه الأوامر بتسليم المحافظة للعناصر «الإرهابية» المسلحة ليتمتم قائلاً : سأريهم الآن كيف الإرهاب؟!!

مسلحو أبين الذين كانوا قلة مطاردة يهاجمون وينسحبون صاروا بعد أن ترك المحافظ والمسئولون لهم الجمل بما حمل هم المسيطرون على الوضع حيث هاجموا مديرية جعار فوجدوا القوات العسكرية والأمنية هي التي تنسحب من معسكراتها ونقاطها ومواقعها وقد نصروا بأوامر صالح وكأنهم نصروا بالرعب ليدخلوا زنجبار من دون أي مقاومة ويستولوا على كافة أسلحة الأمن المركزي ومواقع الجيش وليبسطوا نفوذهم وسيطرتهم على عاصمة المحافظة.

· اللواء 25 ميكا يفضح صالح وأقاربه

بعد سيطرة المسلحين على عاصمة أبين زنجبار وفرار مسئوليها بأوامر علياء بقي اللواء 25 ميكا وحيدا يصارع القاعدة والمسلحين المدعومين من نظام صالح بعد أن أتخذ قائده وأفراده قرارا بالقتال إلى آخر لحظة لكن هذا اللواء واجه خذلانا مريرا من سلطة صالح الذي لم يرق لها موقف العميد الصوملي وصمود اللواء 25 ميكا وبعد عشرات الاتصالات لوزارة الدفاع وبقيادة المنطقة الجنوبية لم يجد هذا اللواء سوى الخذلان والخيبة لقد وجد اللواء نفسه وحيد يقاوم بضراوة ويصارع القاعدة والمسلحين ورأى العالم لعبة صالح تتكشف وتبدو واضحة كشمس في رابعة النهار أنه أبشع عبث بالأرواح والممتلكات يحدث في تأريخ اليمن من أجل تأمين كرسي السلطة حصرياً لصالح لقد قام اللواء علي محسن الأحمر بنجدة اللواء 25 ميكا تلك النجدة التي لم يتحدث عنها العميد الصوملي في الحوار الذي أجرته معه الشرق الأوسط قبل أسابيع للإبقاء على علاقته ببقايا صالح التي لم يرقها موقف اللواء علي محسن ولا تريد أن يسجل موقفا مشرفا كهذا عند الشعب اليمني لقد أرسل اللواء الأحمر قوات من الفرقة الأولى مدرع لدعم اللواء 25 ميكا والقتال معه وتسليح القبائل ليشكلوا جيشا شعبيا لدعم اللواء 25 ميكا ومحاربة القاعدة وقطعوا شوطا كبيرا في هذا الميدان وكلما تقدموا وضيقوا الخناق على مسلحين القاعدة الموالين لعائلة صالح كلما جاءت للقاعدة نجدة وتموين ودعم من المنطقة العسكرية الجنوبية بقيادة مهدي مقولة .

لقد كان بإمكان وزارة الدفاع أو المنطقة الجنوبية بقيادة مهدي مقولة نجدة اللواء 25 ميكا ومحاربة القاعدة ولكن هذا ليس في المخطط وهذا ما لا يريده صالح وأقاربه وأما أرواح الناس وممتلكاتهم وكذلك تشريدهم من منازلهم وقد وصل عدد النازحين إلى أكثر من خمسين ألف فلسان حال صالح وأقاربه تجاههم: " سرحة ورور والكلب الأعور" أهم شيء هذا الكرسي وليذهبوا كلهم للجحيم . 

· تعهد اللواء الأحمر بمحاربة القاعدة 

إذن لقد تحقق ما كان يخشاه اللواء علي محسن الأحمر وهو "أن يسلم النظام المحافظات التي ذكرها إلى العناصر «الإرهابية»، والجماعات المسلحة الأخرى، وقطاع الطرق" كما قال اللواء علي محسن الأحمر في مقابلته مع صحيفة (الحياة) ولإدراك اللواء حساسية ملف القاعدة لدى المجتمع الدولي فإنه حاول في مقابلاته الصحفية وفي لقاءاته بالدبلوماسين الغربيين أن يوضح للخارج حقيقة اللعبة التي يلعبها صالح ونظامه بملف القاعدة وأن يرسل رسالة طمأنة للمجتمع الدولي بأن أي حكومة قادمة ستحارب القاعدة والإرهابيين بكل جدية وحزم ولن يكون ملف القاعدة لديها مجرد لعبة تقتل أرواح الناس وتخوف الخارج وتستدر دعمه المادي والمعنوي بل لقد تعهد اللواء الأحمر بمحاربة القاعدة قائلا: سنتعامل مع الإرهاب على أنه قضية حرجة سوف نقاتل الإرهابيين كمسألة حياة أو موت، وليس من أجل الكسب المادي"

وقد بدا اللواء الأحمر مطمئنا إلى أن الرسالة قد وصلت للمجتمع الدولي وقد تم سحب كثيرا من البساط من تحت أقدام صالح وأقاربه حيث قال اللواء الأحمر لصحيفة (الحياة) : موضوع القاعدة فيه عائد مادي كبير يستفاد منه وأصبحت بمثابة مزرعة ومال والأشقاء والأصدقاء الأمريكان والأوروبيون أصبحوا الآن يدركون الحقيقية ولكننا في نفس الوقت ضد الإرهاب في اليمن ونتعامل معه بقوة وحزم.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن