رايس اليتيمة والتي لم يسبق لها الزواج تتعرض للمهانة الشخصية من قبل الصحافيين في إسرائيل ..

الإثنين 15 يناير-كانون الثاني 2007 الساعة 02 مساءً / /مأرب برس/ القدس / رندة عود الطيب / خاص
عدد القراءات 3939

وجه صحافيون في إسرائيل إهانة غير متوقعة لـ وزيرة الخارجية الأمريكية " كوندوليزا رايس "52 عاما " حين سألها أحدهم عن تعقيبها على تصريحات " باربرا بوكسر " ، السيناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي، أثناء جلسة استماع تجريبية في الكونغرس، والتي قالت : أن رايس لا تدفع - بسبب كونها امرأة وحيدة ودون أولاد - أي أثمان شخصية لسياسة الإدارة الأمريكية في العراق .. فردت رايس مكسورة الخاطر خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعها مع نظيرتها الإسرائيلية تسيفي ليفني ، في إسرائيل ردت بالقول : (لا أعتقد أن كوني امرأة وحيدة يؤثر بأي شكل من الأشكال في قدرتي على تفهم قيمة هذه التضحيات المقدمة، ولا على إدراكي أيضاً أنه لا يمكن تحقيق أي شيء مهم دون تضحية ) .. و نفت رايس، أن يكون وضعها العائلي، كامرأة وحيدة، يمنعها من "تفهم التضحيات"، التي يقدمها الجنود الأمريكيون في العراق.

وقد استغلت رايس المؤتمر الصحفي مع ليفني للسخرية من هذه الآراء، ( حيث قالت في معرض الإجابة على أحد الأسئلة، مشيرة إلى ليفني: كسيدة لديها أولاد فهي قادرة على اتخاذ القرارات ) .

أما الوزير الإسرائيلية " ليفني " ، فقد حاولت احتواء الموقف، والدفاع عن نظيرتها رايس بالقول : ( إن الوزيرة الأمريكية، "أظهرت عواطف جياشة أثناء الحديث عن التكلفة الباهظة لحرب العراق ) .

وتشير هنا " مأرب برس" إلى أن رايس، ( 52 عاماً ) ، هي سيدة وحيدة لم يسبق لها الزواج، وليس لديها أولاد، كما أنها كانت الطفلة الوحيدة لأبوين متوفيين ..

وكان هذا الموضوع " عنوسة رايس" قد أثير على نطاق واسع في وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة، بعدما ألمحت " باربرا بوكسر " ، السيناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي، أثناء جلسة استماع تجريبية في الكونغرس، أن رايس لا تدفع - بسبب كونها امرأة وحيدة ودون أولاد - أي أثمان شخصية لسياسة الإدارة الأمريكية في العراق.

 وكانت تصريحات بوكسر حول وضع رايس العائلي، قد استدعت ردود فعل عديدة في الولايات المتحدة، حيث اتهم بعض المتابعين بوكسر "بالضرب تحت الحزام"، بينما علقت رايس، التي صعقت بالتصريح الذي استهدفها بالقول: "لقد كنت اعتقد أن مكانة النساء الوحيدات أكبر من ذلك."

وقد جاء كلام بوكسر في سياق حديث توجهت به نحو وزيرة الخارجية الأمريكية قالت فيه: "من سيدفع الثمن.. أنا لن أدفع ثمناً شخصياً، لأن أولادي كبار في السن، وأحفادي ما زالوا صغاراً، وأنت لن تدفعين ثمناً شخصياً، من عائلتك أيضاً."

وقد بررت السيناتور الأمريكية موقفها بالقول:"لم أقل سوى الحقيقة، فلا أنا ولا وزيرة الخارجية سندفع ثمناً شخصياً لهذا التصعيد، لكن ما أردت لفت النظر إليه، هو أن عائلات جنودنا ما زالت تقدم التضحيات، بسبب عجز هذه الإدارة عن تقديم حلول سياسية للوضع في العراق."

وكانت صحيفة الأوبزريفر البريطانية قد ذكرت أن هناك تحوّلاً في مواقف ووجهات نظر الأمريكيين وصحافتهم بشأن الحرب على العراق حيث كانوا يعتبرون منذ فترة أن القتلى الذين يسقطون في العراق خسارة غير مجدية بعد أن كانت تعتبرهم ثمناً ضرورياً .. وذكرت الأوبزريفر أن الشكوك بشأن العراق بدأت تتبلور منذ أشهر مع ارتفاع عدد القتلى حيث بلغ الأمر نقطة محورية مع بدء الزعماء السياسيين في واشنطن ولندن بالتفكير علناً بأنهم خسروا الحرب ..

 وأظهرت استطلاعات الرأي عن الاستياء المتزايد عند الأمريكيين من سياسة الرئيس جورج بوش في العراق والتي تعني أن الديمقراطيين ليسوا الوحيدين الذين يتحدّون الرئيس الأمريكي بشأن العراق وإنما جمهوريون أيضاً باتوا يخشون من أن يؤدي موقف البيت الأبيض الرافض للاعتراف بحقيقة الوضع في العراق إلى حرمانهم من السلطة .

وقد أصبح شهر ديسمبر/كانون أول من العام الماضي أكثر الأشهر دموية بالنسبة للقوات الأمريكية في العراق خلال عامين، حيث قتل 109، بزيادة 3 قتلى عن أعلى رقم سابق سجل في هذا العام في أكتوبر الماضي، والأعلى منذ نوفمبر عام 2004، عندما قتل ما مجموعه 137 من الأمريكيين؛ ليرتفع بذلك عدد القتلى الأمريكيين منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في مارس عام 2003 إلىأكثر من 3 آلاف عسكري.

وينتشر حاليا حوالي 129 ألف جندي في العراق .. وتعمد إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش قريبا، بحسب الصحافة الأمريكية، إلى نشر ما بين 15 و30 ألف جندي إضافي في العراق لفترة تقل عن 8 أشهر..!!!