آخر الاخبار

بتوجيهات مباشرة من أبو خرشفة.. عناصر حوثية تقتحم صالة اعراس وتعتقل 3 فنانين تحرك خارجي جديد للشرعية سعياً لدعم الاقتصاد اليمني والإصلاحات المالية والمصرفية في اليوم العالمي للصحافة مؤسسة الشموع تكشف عن خسائر بالمليارات و تدين تجاهل المجلس الرئاسي عن تعويضها وتدين احتلال ونهب ممتلكاتها في صنعاء وحرق مطابعها في عدن وزارة الداخلية تكشف عن احصائيات الحوادث غير الجنائية في المناطق المحررة صحفي يطالب الحوثيين بتسليم طفله المخفي قسراً منذ عشرة أشهر. عاجل : اتفاق سعودي أمريكي في المجال النووي .. وواشنطن تسعى للملمة المنطقة المضطربة بعد انفرط عقد الأمور أردوغان يعلن عن تحرك يهدف لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها على غزة اليمن.. طوفان بشري في مدينة تعز تضامنا مع غزة وحراك الجامعات الأمريكية 41 منظمة إقليمية ومحلية تطالب بوقف الانتهاكات ضد الصحفيين في اليمن .. تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة نقابة الصحفيين اليمنيين: تكشف عن اثار مروعة للصحافة في اليمن ...توقف 165 وسيلة إعلام وحجب 200 موقع الكتروني واستشهاد 45 صحافيا

بشرى المقطري: «قتلي هو تذكرة دخول إلى الجنة»

الثلاثاء 07 أغسطس-آب 2012 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - إذاعة هولندا – جوديت سبيجل - ترجمة: سحر نورالدين – خاص:
عدد القراءات 9432
 
بشرى المقطري. (أرشيف)
 

جلبت ثورات الربيع العربي حريات جديدة للكثيرين ولكن ليس للكل. ولا تزال بعض المواضيع تقبع تحت مسمى المحرم ويبقى الحديث عنها خطرًا محدقًا.

نقل لنا مراسلنا في تعز, ضمن أبطالنا في سلسلة الحديث الحر, صورة عن الناشطة اليمنية «بشرى المقطري».

تطلب كوب نسكافيه, وعصير مانجو, وعلبة تبغ ماركة كمران الخفيفة التي تُعتبر النسخة اليمنية من سيجارة مارلبورو الخفيفة. تشعل بشرى المقطري, البالغة 31 عامًا, سيجارة, تبتسم قائلة: «كافرة». وتعطي معناها بالإنجليزية وهي تشير بذلك إلى نفسها. ويتدلى حول عنقها خيطًا لـ«تشي جيفارا», وتقول: «أيضًا كافرة».

تبدو السخرية ملاذ دفاع لـ«بشرى» ضد حقيقة أن المجتمع اليمني ينظر إليها ككافرة على ضوء الفتوى التي أصدرها العلماء, الذين يعرفون أنفسهم بالقادة الدينيين, ضد «بشرى» بتهمة الردة عن الدين الإسلامي.

تعد بشرى واحدة من خصوم نظام «علي عبدالله صالح». بشرى مطلقة وليس لديها أطفال, وأيضًا ترجع أصولها لمدينة تعز التي تعد المركز الفكري لليمن؛ حيث بدأت أول شرارة للثورة وهي المدينة التي تعشقها «بشرى». لذا, فماذا فعلت هذه المرأة النحيفة التي يبلغ طولها 160 سم حتى تستحق حكماً بالموت؟

تقول بشرى «قاموا بالتقاط بعض الكلمات والجمل فقط من مقال كتبته». هذه الكلمات تضمنت قولها أنه يبدو أن الله غافل عّما حصل في ليل «خدار» حيث تم معاملة أبناء مدينتها من التعزيين بشكل سيء خلال مسيرة 250 كيلومتر من مدينتهم إلى العاصمة صنعاء في ديسمبر من عام 2011.

إسلام الموت

حاولت بشرى لاحقًا أن تشرح أنها لم تقصد القول بأن الله غير موجود في المجمل, بل كانت تتساءل عن وجوده في ذلك اليوم في تلك اللحظة, غير أن شرحها وقع في آذان صماء. من حيث المبدأ, فإن الفتوة تبقى قائمة ما لم يتم سحبها من قبل العلماء. قالت: «إنهم يستخدمون الفتوة لأسباب سياسية لأنهم لا يحبذون ما أكتبه عنهم». قد تكون بشرى ضد «صالح», لكنها مؤكَدًا ليست من مؤيدي «الإصلاح» أيضًا. ويضم الإصلاح [إخوان اليمن] معتدلين ومتشددين أمثال «عبدالمجيد الزنداني»؛ أحد أكبر رجال الدين في اليمن. قالت عنه بشرى «إن الإسلام الذي يتبناه الزنداني هو إسلام الموت».

لا دعم

«توكل كرمان» أيضًا تعد من أعضاء حزب «الإصلاح», ويُذكر أن توكّل فازت بجائزة «نوبل للسلام» وتعتبر مُؤسّس منظمة «صحفيات بلا قيود». تقول بشرى: «لم تقل توكل أي شيء ضد هذه الفتوة أو حتى أي قضية مهمة في نفس الشأن».

في المجمل فإن «بشرى» غير سعيدة بمقدار الاهتمام التي تحصلت عليه قضيتها في اليمن. تشتكي «بشرى» من أن الناس مهتمون أكثر بالحصول على جرعتهم اليومية من القات عوضًا عن اهتمامهم بحرية التعبير. تعقب فتقول: «عندما يتم إغلاق صفحة فيسبوك خاصة بشخص ما في مصر, فإن الجميع يصاب بحالة جنون, أما هنا في اليمن فلا أحد يهتم".

تذكرة إلى الجنة

واحدة من الصحف القلائل التي كتبت عن قضية الفتوة كانت صحيفة «يمن تايمز», حيث أفادت بأن الفتوة ما هي إلا دعوة مباشرة للمتطرفين لقتل «بشرى». عقبت «بشرى» «طبعًا أنا خائفة. كنت أنام في منزل مختلف كل ليلة. لا أستطيع السير في الشوارع مثل السابق». النقاب في متناول الجميع هنا ولكن «بشرى» ترفض ارتداءه.

وبعد الفتوة بوقت قصير تم الاعتداء بالضرب على «بشرى» على أيدي نسوة في ساحة الحرية والتي تعد مركز الثورة في تعز. وقام عشرات من أئمة المساجد بالمشاركة في مسيرة إلى منزلها وهناك قاموا بتهديد عائلتها. تبتسم مرة أخرى قائلة: «بالنسبة لهم, فإن قتلي هو تذكرة دخول إلى الجنة». تتنهد هنيهة ثم تعقّب «لا أحد في هذه البلد يستمع إلى باخ أو موزارت. الشيء الوحيد الذي نستمع إليه هو العنف».

الكثير

تعد أفكار «بشرى» متطرفة بالنسبة للكثيرين. رفقاؤها من النشطاء المناوئين للنظام هم غالبًا من «حزب الإصلاح» ويرونها كعدو لا رفيق. حتى المتظاهرين المستقلين لا يشعرون بالراحة في تواجدها أيضًا. بالنسبة لهم, هي نسوية جدًا, راديكالية جدًا ولا تروق لهم. تضحك مرة أخرى, وتقول: «أنا مسلمة حتى هذا اليوم».

في الوقت نفسه, تجمهر مجموعة من الشباب, الذكور والإناث حول طاولة «بشرى» التي تحتسي عليها النسكافيه وتدخن سيجارتها. هي بطلة محلية بالنسبة لهم. يريدون أن يلتقطوا صورًا بجوارها. تقول بشرى: «لا يوجد الكثير من المتشددين في تعز», ولكنها تتفادى صنعاء مبتسمة بسبب «أن الكثير من السلفيين هناك».

بشرى المقطري

الإنجاز الأكبر:

لم تستسلم على الرغم من الضرب والتهديد وحتى تعرضها لفتوى مميتة؛ لا تزال هي تتحدث.

الجملة الأكثر جدلية:

إن الله يمكن أن لا يكون حاضرًا في بعض الظروف.

من يحبها:

لا أحد يجرأ على التصريح عن ذلك في العلن؛ خوفًا من أن يتهم أيضًا بالردة عن الدين. يمكن للفتوى أن تكون مرضًا معديًا.

من يكرهها:

المؤسسات القائمة على أساس الدين, وأيضًا الكثير من الثوار من زملائها الذين يجدونها راديكالية جدًا.

*ترجمة خاصة بـ«مأرب برس».

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن