بحوث التنمية الاقتصادية يرصد ارتفاعات وانخفاضات أسعار السلع الاستهلاكية في رمضان (دراسة)

السبت 11 أغسطس-آب 2012 الساعة 11 مساءً / مأرب برس/ خاص
عدد القراءات 10301
 
  

أكد مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بأن أسواق العاصمة اليمنية صنعاء شهدت ارتفاعات وانخفاضات متفاوتة في أسعار السلع الاستهلاكية خلال شهر رمضان الجاري، وقال بأن الوضع الاقتصادي وصل إلى حالة متدنية، وبأن هناك حالة من التذمر تسود لدى بائعي التجزئة في أسواق صنعاء، جراء انخفاض الطلب الاستهلاكي.

وأصدر المركز تحليلا للأسعار خلال شهر رمضان الجاري، استعرض فيه أسباب ارتفاع وانخفاض الأسعار، وطبيعة الوضع في أسواق السلع الغذائية، خلال شهر رمضان الجاري (يونيو/ يوليو 2012).

ارتفاع طفيف في الحبوب

وأشار التقرير إلى أن أسعار الحبوب خلال شهر رمضان الجاري ارتفعت بشكل طفيف مقارنة بأسعارها خلال نهاية الشهر الماضي، حيث بلغت نسبة الزيادة في الأسعار نحو 9 بالمائة لمادة القمح ، و22 بالمائة للدقيق السعودي، و6 بالمائة لدقيق السنابل، 13 بالمائة للدخن.

وأكد التقرير بأن تلك الزيادة في الأسعار ترجع إلى الزيادة في الطلب الاستهلاكي لحبوب خلال شهر رمضان، وأوضح رئيس وحدة تحليل الأسعار في مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وائل شمسان المقرمي بأن أسعار الحبوب لم ترتفع إلى المستوى الذي كان متوقعا، وقال بأنها ظلت عند مستوى أقل بكثير مما كانت عليه خلال شهر رمضان الماضي.

وأرجع التقرير ارتفاع أسعار الحبوب بشكل طفيف، إلى ارتفاع المساعدات الدولية لليمن، ولا سيما من الحبوب، خلال الفترة التي سبقت شهر رمضان الجاري، بالإضافة إلى انخفاض ميزانية الأسر في المجتمع اليمني، جراء الأوضاع السياسية والأمنية المتدهورة، مشيرا إلى أنه ورغم ذلك فإن إسعار معظم السلع الغذائية ما تزال فوق أسعارها الحقيقية، وهو ما يؤكد عدم قيام الجهات الحكومية المختصة بدورها في معالجة مشكلة الأسعار.

ارتفاع السكر وانخفاض الأرز

وأشار التقرير إلى أن أسعار السلع الغذائية الأساسية ارتفعت خلال شهر رمضان الجاري بمعدل 13 بالمائة للسكر، و3 بالمائة للسمن، فيما انخفض سعر الأرز التايلاندي بمعدل 25 بالمائة، واستقر سعر كل من الجبن والزيت.

وعزا المقرمي تلك الزيادة في سعر السكر بزيادة استهلاك الحلويات والسكريات خلال شهر رمضان الجاري، وأكد بأن انخفاض سعر الأرز يرجع إلى عزوف معظم الأسر اليمنية عن استهلاك الأرز خلال شهر رمضان، مقارنة بغيره من الشهور.

كما أشار التقرير إلى أن أسعار التمور ارتفعت بنحو 13 بالمائة، حيث وصل سعر الكيلو التمر إلى حوالي 450 ريالا، فيما استقر سعر المحلبية والبيض والزبادي.

وأرجع التقرير ارتفاع أسعار التمور إلى زيادة الطلب الاستهلاكي عليه خلال شهر رمضان.

أسعار اللحوم

وأفاد التقرير بأن أسعار اللحوم الحمراء ارتفعت بمعدل 7 بالمائة للحم البقري، و9 بالمائة للحم العجل والغنمي، فيما ارتفعت أسعار الدجاج والأسماك بمعدل تراوح بين 14 بالمائة، و25 بالمائة على التوالي.

وأرجع الباحث بمركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، محمد شائف ارتفاع أسعار الأسماك إلى زيادة الطلب الاستهلاكي للأسماك، خلال شهر رمضان، وإلى ارتفاع أسعار اللحوم.

وخلص التقرير إلى أن أسواق المواد الغذائية في صنعاء شهدت خلال شهر رمضان الجاري حالة من الركود، واختلالا واضحا في الطلب الاستهلاكي، الأمر الذي أدى إلى نسبة من الاستقرار في أسعار معظم السلع، فيما عدا بعض السلع الغذائية التي انخفضت أو ارتفعت أسعارها، جراء تغير النمط الاستهلاكي للأسر اليمنية خلال شهر رمضان.

وأرجع التقرير أسباب اختلال الطلب إلى تقلص دخول وميزانية الأسر اليمنية جراء استمرار الصراع السياسي، بالإضافة إلى جشع التجار ورغبتهم في المحافظة على الأسعار، وأوضح بأن الأسواق تعاني من اختلال في الطلب وليس العرض، حيث أن المواد التموينية متوفرة في الأسواق، في ظل حالة من الركود.

ودعا المركز الحكومة لاتخاذ سياسات اقتصادية من شأنها تحفيز الطلب الاستهلاكي، من خلال العمل على تخفيض الأسعار، وقيام الحكومة بدورها في مراقبة الأسواق والحد من التلاعب بها.