مأرب برس ينشر تقريراً مفصلاً عن مجريات الأحداث في مصر حتى اللحظة (صور)

الجمعة 16 أغسطس-آب 2013 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 7669
 
 

سقط المئات من المتظاهرين المؤيدين للشرعية، في مصر، ما بين قتيل وجريح، في "جمعة الغضب العالمي"، وارتفع عدد القتلى في ميدان رمسيس إلى 53 وأكثر من 300 جريح برصاص الأمن والجيش المصري، حتى قبيل صلاة العشاء، فيما لا تزال الأعداد مرشحة للتزايد.

وخرجت 28 مسيرة من مساجد القاهرة بعد صلاة جمعة اليوم، للاعتصام بميدان رمسيس.

وقامت مروحيات تابعة للقوات المسلحة والشرطة بإنزال القناصة على أسطح المنازل، وإطلاق النار من أسلحتها الرشاشة على المتظاهرين الرافضين للانقلاب العسكري في ميدان رمسيس.

وقال الدكتور محمد سليم العوا تعليقا على هذا التطور: ما يحدث من إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين من الطائرات في رمسيس، إنما يعبر عن هزيمة قادة الانقلاب في مواجهة الشعب المصري.

وأفاد شهود عيان، بسقوط شهيدين خلال إطلاق النار من كنيسة طرة بكورنيش النيل، على مسيرة منطلقة من مسجد الاستقامة بالجيزة عقب صلاة الجمعة، وكانت متجهة إلى رمسيس للتنديد بمجزرتي فض الاعتصام في رابعة العدوية والنهضة.

وسقط 10 من المتظاهرين السلميين في مدينة الاسكندرية، وأصيب المئات منهم في اعتداء قوات الأمن والجيش بالرصاص الحي على الحشود الهائلة التي انطلقت في شوارع المحافظة، بصورة غير مسبوقة, في استجابة لمليونية الغضب من مجزرتي رابعة والنهضة, وتنديدا بالانقلاب العسكري.

وحلق الطيران العسكري على علو منخفض فوق المتظاهرين في الاسكندرية، وبدت منها فوهات البنادق.

وتوجهت عدد من المسيرات الحاشدة الرافضة للانقلاب العسكري، الى محيط قصر الاتحادية الرئاسي، حيث يتدفق الملايين من المصريين الغاضبين، الرافضين للمجازر التي ارتكبها الانقلابيون بحق المعتصمين السلميين، في رابعة والنهضة.

وفي السويس، وجهت قوات الجيش نيرانها باتجاه مظاهرة حاشدة من مؤيدي الشرعية، في ميدان الأربعين، التي خرجت استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية، ولا انباء عن الإصابات التي وقعت حتى اللحظة .

وفي بور سعيد أصيب العشرات بحالات إغماء، بسبب إطلاق الغاز السام المسيل للدموع علي المتظاهرين السلميين، كما احتجزت قوات الأمن العشرات من النساء في عدد من العقارات المجاورة لقسم شرطة العرب في المحافظة.

وشارك المرشح الرئاسي السابق الدكتور محمد سليم العوا، في المظاهرات التي انطلقت الى ميدان رمسسيس، بالإضافة الى الشيخ محمد حسين يعقوب عضو مجلس شورى العلماء، والمستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادي القضاة الأسبق.

وأكد الدكتور محمد سليم العوا، الكاتب والمفكر الإسلامي، أن الشعب المصري لن يستكين للحكم العسكري مرة أخرى.

وقال العواء في مداخلة هاتفية مع قناة الجزيرة الفضائية: "أشبه اليوم بيوم 28-1-2011 (جمعة الغضب) والانقلاب سيسقط اليوم أو بعد أو أشهر"، مؤكدًا أن الشعب "لن يستكين للحكم العسكرى مرة أخرى".

ووصف العوا سقوط شهداء اليوم عند كوبري 15 مايو وميدان رمسيس بأنه مشهد يبكي الإنسان دما.

وأشار إلى أنه: "اليوم بصلاة الجنازة التي أؤمها في مسجد السلام وقف شاب ووضع يديه على كتفي، وقال أخي شهيد ستصلي عليه وأبي عقيد يشترك بالمجازر ويقتل الناس".

وقال إن الذين خرجوا يطلبون انتخابات مبكرة لم يخطر ببالهم الانقلاب العسكري، مشيراً إلى أننا "لم نقتل مرسى نحن نقتل الديمقراطية".

من جانبها دعت جبهة علماء الأزهر اليوم الجمعة، للنفير وخروج المتظاهرين للوقوف في وجه الظالمين.

وقالت جبهة علماء الازهر - في بيان لها اليوم – "اخرجوا وانفروا، فماذا تنظرون وماذا تؤملون، بعد أن نزفت الكرامة، واستبيحت المحارم، واسترخصت الدماء، وانتهكت الأعراض، وسرقت الإرادة، وكذب القادة، وتحروا الكذب تحريا كانوا فيه عند الله من الكاذبين".

وتفاعلاً مع المجازر التي ارتكبها الجيش، قدم المتحدث الإعلامي باسم جبهة الإنقاذ المصرية المؤيدة للانقلاب، خالد داود، استقالته من منصبه، رفضا لمواقفها المؤيدة للمجازر التي ارتكبها الانقلابيون في عملية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.

وقال في استقالته إنه لم يعد باستطاعته مطلقا الحديث بإسم الغالبية من أحزاب الجبهة والتي قررت بوضوح أن تدعم المواجهة الأمنية الحالية مع جماعة الإخوان، وترفض إدانة المجزرة التي قامت بها قوات الأمن في فض إعتصامي رابعة والنهضة.

وعن استقالة داود، قال سليم العوا: إن هذه الاستقالة جاءت متأخرة، موضحًا أن "جبهة الإنقاذ لم تقم أصلا لكى تنهار .. والبرادعى لن يستطع أن يبرئ نفسه من دماء المنصة .. ويظل عليهما اعتذار رسمي عن مجزرتي النهضة والمنصة".

وعلق الأخوان المسلمون على المجازر التي ارتكبها الجيش، بقولهم "ما يحدث إنما يدل على أن الانقلابيين قد فقدوا صوابهم وتجردوا من كل المشاعر والقيم والمبادىء والأخلاق، وأن الانقلاب قد انكسر وألا سبيل أمامهم إلا الاعتراف بذلك".

وأضافت الجماعة - في بيان لها - إن "ما حدث إنما هو كارثة بكل المعايير الإنسانية والقانونية والدينية لم تشهدها مصر من أعدى أعدائها، والأخطر من هذا كله أنهم يكرسون للعداوة والكراهية حين يضعون بعض قوات الجيش في مواجهة شعبه يقتله بالرصاص الحي"، مشيرة الى أن من شأن هذه الجرائم أن تعمق الخلافات التى كانت سياسية في بدايتها بعدما لطختها بالدم وأزهقت في سبيلها الأرواح.

 




المتظاهرين على كبري 14 اكتوبر المجاور لميدان رمسيس