هنية: اللقاءات الفلسطينية –الاسرائيلية تغطية لسياسة أمريكية لتحشيد المنطقة العربية وتسكين الملف الفلسطيني لصالح شن حروب جديدة على دول عربية وإسلامية في المنطقة

الإثنين 06 أغسطس-آب 2007 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - فلسطين - رنده عود الطيب - خاص
عدد القراءات 3178

حذرت وزيرة الخارجية الصهيونية ، "تسيبي ليفني "، اليوم الاثنين قبل عقد اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت بعد ظهر اليوم في مدينة أريحا الفلسطينية ، حذرت من الوحدة الفلسطينية ، وقالت الوزير الصهيونية: الوحدة الفلسطينية تعني جمودا وتدهورا في علاقات إسرائيل بالسلطة الفلسطينية بقيادة "أبو مازن" ، وهذا يتطلب من الإسرائيليين والفلسطينيين الحسم.. وأسهبت الوزير الصهيونية القول: " تعامُلنا مع حركة حماس ليس عقابا عن الماضي، بل ينبع من أنها تقف في وجه كل فرصة وأمل للمستقبل .. ينبغي أن يدعم العالم العربي الحكومة الفلسطينية وبالخطوات الإسرائيلية حيالها، عن طريق تطبيع بمراحل .

واليوم الاثنين قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة " إسماعيل هنية" معقبا على اللقاء الذي جمع عباس - اولمرت: إن مثل هكذا لقاءات هي بمثابة إعادة إنتاج لمسار طويل لم يكن له أي نتيجة للشعب الفلسطيني.

وقال هنية أثناء افتتاحه لجلسة مجلس الوزراء المقال في غزة : إن هذه اللقاءات تهدف على تغطية لسياسة أمريكية قاضية بتحشيد المنطقة العربية وتسكين الملف الفلسطيني وذلك لصالح شن حروب أو معارك جديدة على دول إسلامية ودول أخرى في المنطقة .

وأشار هنية إلى ضرورة عدم الوقوع في هذا الشرك الخطير،معتبراً أنه لا ثمار سياسية من وراء هذه الاجتماعات وأن الخطوط الحمر الإسرائيلية مازالت ماثلة أمامنا وأن الصمود والثبات والوحدة هي العوامل الرئيسية والأساسية لإعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة . وحول مسألة الحوار الفلسطيني الداخلي قال هنية:لا أستطيع أن أقول أن هناك مفاوضات أو أن هناك حوارات بالمعنى العملي والرسمي , ولكن نحن من جانبنا أعلنا رغبتنا في هذا الحوار ، مشيراً إلى أن حركة حماس تتعاطى إيجابياً مع كل الاتصالات التي تجري سواء على الساحة الفلسطينية أو الاتصالات العربية والدولية .

جاءت تصريحات هنية تعقيبا على حديث عن مبادرة عربية جديدة للتوسط بين حركتي فتح وحماس في عدد من العواصم العربية بإطلاع روسي، وقالت مصادر فلسطينية مطلعة :إن المبادرة الجديدة تنص على تسليم المقرات الأمنية ومعبر رفح كاملا للإشراف المصري بصورة مبدئية كحل مؤقت لغياب حرس الرئاسة الفلسطيني فيما يتزامن ذلك مع الإعلان عن صيغة تعتذر فيها حركة حماس عما حدث في غزة دون المساس بثوابت الحركة.. وتدعو المبادرة أيضا إلى إعادة صياغة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس وطنية.

واستقبل عباس بعد ظهر اليوم ، أولمرت في مدينة أريحا الفلسطينية بالضفة الغربية ، تحت حراسة مشددة .. ويعتبر لقاء أمس أول لقاء يعقد بمدينة فلسطينية منذ استأنف الرجلين لقاءاتهما الأخيرة .. وأعطى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أهمية خاصة لقيام اللقاء في مدينة أريحا الفلسطينية والتي تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية ، وذلك لما تحمله الزيارة من معنى رمزي للدلالة على الشراكة في عملية السلام .

وقالت مصادر فلسطينية : إن اللقاء يتناول أهم القضايا السياسية، إلى جانب ما سيطرحه الجانب الفلسطيني من مطالب على رأسها إزالة الحواجز في الضفة الغربية ووقف الاستيطان إضافةً إلى قضية السماح لمعبدي كنيسة المهد في بيت لحم بالعودة إلى الضفة الغربية حيث تم تسليم الجانب الإسرائيلي قائمة بأرقام بطاقاتهم الشخصية .

وتأمل السلطة الفلسطينية بأن تتوصل مع الحكومة الإسرائيلية إلى اتفاق مبادئ قبل عقد لقاء السلام الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي ، جورج بوش في الولايات المتحدة في نوفمبر / تشرين الثاني القادم..وأن يكون لقاء أولمرت عباس أساسا لانعقاد اجتماع واشنطن.

سلطة أوسلو غير قادرة على فرض الأمن في الضفة الغربية

في غضون ذلك ، أفادت صحيفة هآرتس العبرية أن ، رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية " سلام فياض" أبلغ مؤخرا ، وزير الأمن الإسرائيلي ، ايهود باراك ، أن حكومته لا تستطيع الآن فرض الأمن الكامل على مدن الضفة الغربية، رغم أن نقل بعضا من المدن إلى المسؤولية الفلسطينية كان في وقت سابق المطلب المركزي لحكومة فياض .

وقالت هآرتس : إن تصريحات فياض جاء ردا على سؤال طرحه باراك عليه" إذا كان الجيش الإسرائيلي سينسحب من مدن الضفة الغربية هل تستطيع حكومتك أن تضمن لنا عدم وقوع عمليات بشكل نهائي؟..فكانت إجابة فياض بالنفي.

وفي هذا السياق ، نقلت الصحيفة العبرية عن رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية " العميد - يوسي بايدتس " قوله في جلسة الحكومة الأسبوعية أمس الأحد "5/8" : إن الضفة الغربية ستكون "ساحة المناكفات" التالية بين فتح وحماس.. وحسب رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية: فان أجهزة أمن السلطة بقيادة حركة فتح تحاول العمل على تقليص قوة حركة حماس في الضفة الغربية ، ولكنها ليست ناجعة ولا تزال تعتمد على "الجيش الإسرائيلي وعلى نشاطاته ضد نشطاء المقاومة ".

أجهزة أمن سلطة أوسلو تعتقل العشرات من عناصر حماس في الضفة

هذا وأعلنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فجر اليوم الاثنين عن اعتقال 13 فلسطينيا يشتبه بانهم ينتمون لأفراد القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس وضبط مواد تحريضية بحوزتهم في بلدة الشيوخ شرق مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية ..

 ونفى الناطق الرسمي باسم حركة حماس في الضفة الغربية نفياً قاطعاً علاقة أي من معتقلي الحركة في الخليل بما يسمى" بتنفيذية الضفة" ،وقال : "نكرر نفينا في هذا السياق لعلاقة أي من المعتقلين السياسيين في كل الضفة الغربية بذات القضية المختلقة والتي تم إخراجها مسرحياً منذ أحداث قطاع غزة ..

وقال الناطق باسم حركة حماس : " إننا نتحدى النائب العام وكافة أجهزة الأمن قاطبة  أن تقدم للجهات القضائية أية وثائق قانونية تمكنها من تقديم لوائح اتهام رسمية بحق أي معتقل حمساوي "120 معتقل " تحت عنوان "تنفيذية الضفة " ، وإذا كنا سنفترض جدلاً بأن هذه الاعتقالات تتم بموضوعية وبشكل قانوني فالسؤال الأساسي هنا لأجهزة الأمن أين نتائج التحقيقات المدّعاة والتي تتم منذ شهرين و حتى الآن؟..

وكانت حركة "حماس" قد حمّلت الرئيس الفلسطيني ، محمود عباس المسؤولية الكاملة عن (810) اعتداءات وقعت بحق الحركة منذ أواسط حزيران / يونيو الماضي وحتى الآن، من اعتقال وإطلاق نار باتجاه أفراد وتخريب ومصادرة ممتلكات خاصة وعامة وغيرها، وأشارت حماس في بيان لها عممته على الصحافيين إلى أنه منذ منتصف حزيران / يونيو الماضي وحتى الآن "هناك (472) حالة اعتقال في جميع مناطق الضفة الغربية، وأكثر من (306 حالات ) اعتداء على ممتلكات عامة وخاصة.