يمنيون يقارعون الانقلاب في اليمن بالاحتفال بثورة سبتمبر

الثلاثاء 26 سبتمبر-أيلول 2017 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس - الخليج اون لاين
عدد القراءات 1906

يحتفل اليمنيون الثلاثاء بالعيد الـ55 لثورة الـ26 من سبتمبر، في ظل زخم شعبي واسع، ومتغيرات سياسية وعسكرية، واقتصادية صعبة، تعيشها البلاد منذ بدء الحرب قبل أكثر من عامين ونصف العام، من جراء انقلاب مليشيات الحوثيين وعلي صالح واستيلائهم على السلطة.

تمتلك ثورة سبتمبر رمزية كبيرة لدى اليمنيين، فهي التي قامت ضد نظام حكم الأئمة في اليمن، الذي استمر أكثر من ألف عام، ويأتي هذا الزخم الشعبي بالاحتفال، بحسب ناشطين في مواقع التواصل، كتعبير عن مخاوفهم من أن يعاد البلد إلى عهد ما قبل تلك الثورة، معتبرين أن مليشيات الحوثي وأفكارها وتوجهها تعد امتداداً لذلك العهد الذي يسمونه النظام الأمامي الرجعي، الكهنوتي، البائد.

الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، قال في خطاب وجهه لأبناء الشعب اليمني، بالمناسبة: "إن العملية الانقلابية لم تنقلب فقط على الإجماع الوطني الذي مثلته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني فحسب، بل ذهبت بعيداً في وقاحتها لتصادر ثورة اليمنيين الأولى والنظام الجمهوري، لتحل محلها أفكار الكهنوت والطغيان والاستبداد والاستعباد".

وأضاف: إن "ما نشهده هذا العام من زخم واحتفاء شعبي لكل الفئات يُعد رسالة واضحة"، لرفض من أسماهم بالإماميين، معتبراً أن "الشعب يشهر سيفه بالاحتفال في وجه أعداء النظام الجمهوري والخائنين له".

هادي أشار في كلمته أيضاً إلى خطر المليشيات على الأمن الإقليمي والعالمي بقوله: "إنه حين عادت الإمامة الجديدة (يقصد بها المليشيات الحوثية) فإنها لم تقتصر على إلحاق الضرر بالشعب اليمني فحسب، بل امتدت لتصبح تهديداً يتجاوز اليمن ويعم المنطقة، ويهدد الأمن والسلام الدولي والإقليمي".

صفحات اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي تحولت، منذ ما يقارب الشهر، إلى تظاهرة مضادة للانقلاب، فقد أطر الناشطون صور صفحاتهم بشعار ثورة سبتمبر، أيضاً وسوم كثيرة، تحمل معاني ثورة سبتمبر، أطلقها ناشطون وانتشرت بشكل كبير.

بدوره عبر نائب الرئيس اليمني، علي محسن صالح، في خطاب تهنئة بالمناسبة، عن تهانيه لأبناء الشعب اليمني العظيم في الداخل والخارج، الذي استطاع أن يهزم في مثل هذا اليوم العظيم أسوأ نظام كهنوتي عنصري متخلف، بحسب وصفه.

وأضاف أن الاحتفال الشعبي الكبير بهذه المناسبة، دليل ناصع على تمسك الشعب اليمني بثورته وجمهوريته، ورفضه القاطع لدعاة الإمامة الجدد "وإن حاولوا التلبس بثوب الجمهورية على غرار جمهورية الولي الفقيه في إيران".

وقال: "لا جمهورية مع الحديث عن الولاية وسيادة السلالة، التي يسعى الحوثي لترسيخها والحكم بموجبها بدلاً عن سيادة الشعب".

- إيقاد الشعلة

مدن يمنية شهدت ما يُسمى إيقاد نار الشعلة، وإطلاق الألعاب النارية، منها صنعاء، ومأرب، وتعز، ومواقد النيران ترمز إلى شعلة تفجير الثورة ضد الإمامة والكهنوت، وما أشعلته من التحرر من العبودية وتقديس الأشخاص والسلالات، والولاء لله وحده ثم للوطن، بحسب وصف اليمنيين.

رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني أوقد، برفقة عدد من الوزراء اليمنيين، ومحافظ مأرب اليمنية، في فعالية رسمية مساء الاثنين، شعلة الثورة في مدينة مأرب التي تخضع لسلطة الشرعية في اليمن.

وأكد نايف البكري، وزير الشباب والرياضة، في كلمة له بالفعالية، استحالة عودة عجلة التاريخ إلى الوراء، معتبراً أن أفراح الشعب بعيد الثورة تزاد لكونها، بحسب وصفه، تأتي في خضم الانتصارات على مليشيا التمرد والانقلابيين، وطلائع الجيش والمقاومة على مشارف العاصمة وصعدة مقر مليشيا التمرد الحوثي.

في الصدد ذاته وفي دلالة رمزية، أوقدت قوات الجيش الوطني اليمني، المرابطة في خط التماس الأول للمعركة بينها وبين المليشيات الحوثية، في منطقة نهم شرق صنعاء، شعلة ثورة سبتمبر.

قائد المنطقة العسكرية السابعة في الجيش اليمني، اللواء الركن ناصر الذيباني، قال في كلمة للجنود: "إن الجيش الوطني يحتفل اليوم بإيقاد الشعلة، من قمم جبال نهم المطلة على بني حشيش، والقريبة من العاصمة صنعاء والتي سنصلها قريباً"، في إشارة إلى هزيمة المليشيات التي لا زالت تسيطر على العاصمة صنعاء.

الجدير ذكره أن اليمن يعاني أوضاعاً إنسانية صعبة، من جراء الصراع المتفاقم في البلاد منذ أكثر من عامين، بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المسنودة بقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية من جهة، ومسلحي مليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى.