تنبؤات فلكية عن اليمن للعام 2011
بقلم/ طارق عثمان
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 24 يوماً
الإثنين 03 يناير-كانون الثاني 2011 05:10 م

لو لم يكن المنجمون كاذبون

لكان محمود عباس رفاتا ، و لم يبق من بدن بوش سوى عظامه وهي رميم ، ولكانت أجساد معظم الزعماء العرب بين الجنادل والحصى .

فلقد قتل عباس عشرات المرات ، وبوش يغتال في كل عامٍ مرتين ، والزعماء العرب لا يخلو عام من موت زعيم عربي كبير في المشرق وآخر في المغرب .

ولكن عباس مازال ذلك اليقظ الحساس الذي يمضي وقته يضرب أخماسا في أسداس ، وأقصى ما نال بوش هو ضربة حذاء في حادثة رمي الحذاءِ بالحذاء .

أما زعماء العرب أطال الله في أعمارهم فهم أحياء عندنا يرزقون والشعوب المقصوفة العمر تنتقل إلى الرفيق الأعلى تباعا جياعا.

ومع ذلك فكل عام لا يخلو من تخر صات وتهويمات المنجمين ، وكل ما يصدق من كلامهم هو خسف في المشرق وخسف في المغرب وزلازل وفتن واضطرابات وحروب وويلات ، وكلها إكليشة جاهزة تكتب كل عام وهات يا با هات وكلها قد تحدث بغض النظر عن الجهات .

وطالما أن الكلام ببلاش ولا أحد يحاسب عليه فالكل أصبح متنبيا من الأخطبوط الرخو إلى أعلى رتبة في الفقاريات .

و شخصيا سأجرب حظي في التنبؤ لكن لن أعتمد مثل المنجمين على علم النجوم و الكواذب السيارة وعلم الجفر ، ولكن معتمدا على ما يدور في فلك السياسة وعلى ما يجري على أرض الواقع .

وسأقتصر على اليمن التي في كل عام عند فلكيينا برجها سعد السعود ونجمها دوما في صعود .

تقول تنبؤاتي أن اليمن مقدم على انتخابات في شهر نيسان سترتفع فيها درجة الغليان ، وسيرافقها ثورة وهيجان ، وسيشارك فيها الإنس والجان وسيحدث فيها غش وتزوير ، والدستور مصيره التغيير ، والبلد مقبل على منعطف خطير ، وسيفوز بالأغلبية حزب الحمير ( المعذرة لكن هكذا يظهر عندي في الطالع وربما المقصود الحزب الذي رمزه الخيل ) .

وهذا العام هو عام الفساد ، فسينتشر رجاله مثل الجراد ، ليأكلوا حقوق العباد ، وسيحيلون الخزانة العامة إلى رماد ، وسيقْرضَون القروض وعلينا نحن السداد مستغلين حمى الانتخابات وارتفاع المزاد .

وأما صعدة فسترفرف فوقها حمامة السلام ، حتى إذا ما استقر الحكم للقائد الهمام ، عادت يحلق فوقها الموت الزؤام ، وعاد الحوثيون والسلطة يتبادلون الاتهام ، وستنقض العهود قبل أن يجف الحبر وترفع الأقلام .

وسيستمر المشترك في نضاله السلمي ، ولكن لا يبدو انه سيعطي نتيجة على حد علمي ، إلا إذا تم رفع وتيرته و التصعيد ، قبل اقتران برج ( يحي الراعي ) مع برج ( البركاني ) في مجلس النواب الجديد .

وأما عن الحقوق والحريات فستستمر الانتهاكات ، وسجن الصحفيين والصحفيات ، وسيستمر أهل الجعاشن في خيام التشرد والشتات .

و بالنسبة للقاعدة ، فستخرج المشركين من جزيرة العرب هاربة شاردة عن طريق تفجير اليمنيين في مارب وبيحان ومودية والراهدة وستستمر امريكا في قصف اليمنيين دون فائدة .

وسيستمر الحراك في محله يتحرك لا وحدة راسخة ولا ارتباط سينفك ، القادة في فنادق الخمسة نجوم والجماهير في الميدان تحتك .

والنفط سيتعرض مثل كل عام للنهب والشفط ، والغاز المسال سيعود ريعه للأبناء والأعمام والأخوال ، وفقراء اليمن سينافسون فقراء الصومال في الصبر على الجوع وعرض الأزياء المهترئة والأسمال .

وفي الأخير تقول لي الأبراج أن أصحاب برج الخيل ، سيجعلون نهار اليمن ليل وسيجعلون أفراحها حزن وويل ، وسيميلون عن درب الديمقراطية كل الميل .

وأما أصحاب أبراج الشمس والهلال والنخلة والنجمة والسنبلة ، فالجماهير عليهم بعد الله مؤملة ، فإما أن يدورو في فلكها حيث دارت أو فليصمتوا فليسوا رجال المرحلة .