بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة قيادي حوثي بمحافظة إب يقوم بالاعتداء على مجمع 26 سبتمبر بسبب اسمه ويفرض تغييرات قسرية داعمة للإمامة طارق وبن عزيز يناقشان وضع الجيش ورفع اليقظة والجاهزية الأمم المتحدة ترعى مؤتمراً دوليا «حاسماً» في السعودية ماذا قال مدرب ليفربول عن صلاح ومبابي بعد المباراة المثيرة؟
كان هناك ... حيث الجميع مغرم بالحرية ، عاشق للكرامة
... هناك كان محمد مندفعا للأمام وسط الحشود المتقدمة يؤدي مع الجميع سيمفونية الشعب الثائر في تناغم يدهش العالم ، وأمام ذلك المشهد الرائع تقزمت الكلمات وتضاءلت العبارات عاجزة عن الوصف مقرة بذلك العجز.
هاهو الحشد يشق طريقه .. حداء ونداء .. حداء جميل لقافلة تبحث عن غد أجمل ، ونداء صادق لتوحيد جهود الأحرار في مسيرة الحرية .
وفجأة .. تاه الحداء على وقع عصي البلاطجة فوق رؤوس الأبطال ، واصطدم نداء الأحرار برصاص العبيد ، واشتد الصراع ، رصاص وعصي ..قنابل ومياه مجاري .. وسائل مبتكرة، وكلها تهدف لإيقاف تقدم المسيرة أو تحويل مسارها نحو العنف ، ورغم الأشلاء والدماء لم تتوقف المسيرة ولم ينحرف المسار .
وهناك .. مازال محمد يخترق الصفوف نحو الأمام مرددا مع الجميع فاصلا يختزل الهدف ( ارحل )، وعلى بعد أمتار منه كان شخص آخر كامنا خلف المتاريس، جاء به هدف آخر غير الذي جاء بمحمد ، لقد جاءت به حفنة من المال نزف من أجلها ما تبقى له من كرامة ، وباع بها كل ما ما لديه من حرية ، وجاء لينفذ ما يطلبه منه أسياده ، صوب قناصته وحدد هدفه وأصدر أمره فانطلقت الرصاصة نحو هدفها ولا شيء آخر تريد.
أصابت الرصاصة الهدف فانشطرت ( ارحل ) في فم محمد ، حرفان منها خرجا بلسان يكافح الموت ، وآخران كانت روح محمد أسبق للخروج منهما ، لقد أجاد القناصة الدور الذي طلب اليهم القيام به فهاهو أحدهم يصوب نحو قلب محمد النابض بالحياة والحرية وليس نحو أي جزء آخر في جسده الصغير .
سقط محمد .. كلا .. كلا .. بل ارتفع محمد في عداد الشهداء ، وانتظر القناصون فرار زملائه بعد سقوطه ، وبدأ الفرار ، نعم بدأ الفرار .. لقد فر زملاء محمد ولكنه فرار نحو الأمام وهروب إلى المقدمة ، لقد فروا من الجبن متسلحين بالشجاعة ، هربوا من مستنقع الذل والاستعباد ليحلقوا في عالم الحرية والكرامة .
سقط محمد مضرجا بدمائه فتقدم علي وعبد الله و.. ، تقدمت مريم وفاطمة و... ، تقدم الجميع ولسان حالهم يقول للقتلة ومن يأمرهم :
قد تقتل رصاصاتكم أجسادنا لكنها ستعجز حتما أن تغتال أحلامنا ، قد تكسر عصيكم أقدامنا لكنها لن توقف إقدامنا ، ضعوا رصاصاتكم وضرباتكم حيث تشاؤن فلم يعد كل ذلك يرهبنا ، كل رصاصة في الصدر تدفعنا نحو الصدارة ، كل ضربة في الرأس تستدعي مزيدا من التفكير بقتامة الوضع الذي صبرنا عليه طويلا ، أسيلوا الدماء أنهارا غزيرة لكن تذكروا أنكم تكثرون من وقود الثورة التي ستحرق الظالمين بنارها ويهتدي المظلومون بنورها .
اكتسحت الجموع بصدورها العارية متاريس القتلة ، فذهبوا يبحثون عن أطواق نجاة ، فأخطأوا مرة أخرى حين ظنوا النجاة في الرصاص فجاء رد الشعب الثائر : كلا لا مناص .. القصاص القصاص .
قُتِلَ محمد .. وقبض على اليد التي نفذت القتل ، فهل اتعظ الآمر لتلك اليد بأن تقتل فاختار الطريق الصحيح ؟
خطابات النظام بمضمونها تقول : لا ، فما زالت نبرة الاستعلاء تسمع بوضوح ، وما زالت أبواق تسمع هنا وهناك ، رغم أن دروس التاريخ ـ تاريخ الانسانية كلها على اختلاف دياناتها وأجناسها ـ واضح للجميع .. العنف والرصاص أعجز ما يكون عن قتل الروح أو هزم الإرادة إو إخماد الثورة .
قُتِلَ محمد .. ومعه قُتِلَ مائة محمد ومحمد وجُرح ألف محمد ومحمد ، وكل قطرة من دماء الجميع تخط :
قُتِلَ محمد .. إرحل علي !