مجلس الأمن والقنبلة الموقوتة
بقلم/ محمد علي الجبري
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 16 يوماً
الإثنين 28 يناير-كانون الثاني 2013 03:40 م

يعقد مجلس الأمن الدولي جلسته الاستثنائية في العاصمة صنعاء في حدث لم يسبق له في التأريخ مثيل

تأتى هذه الجلسة استجابة لأراء الأمين العام للأمم المتحدة و التي أتت بعد دراسة جدية لواقع اليمن فالمتابع للأحداث يجد أن الوضع في اليمن قد أصبح كقنبلة موقوتة يمكن سماع دويها في أي لحظة فهناك عدد كبير من الأزمات التي ظهرت بعضها ليس حديث الساعة و إنما هو قديم متجذر يحمل أوجاع الماضي و أطماع المستقبل و مثال على ذلك الخلاف الدائر بين المؤتمر و حلفاءه و المشترك وشركاءه

هذه الفجوة هي احتقان سياسي كبير تتسع فجوته يوما بعد يوم و السبب الرئيسي في ذلك هو عدم الثقة فكل طرف لا يثق بالآخر فعبر المشوار الطويل تغلغلت الكراهية بين هاتين الفئتين ولم تستطيع الوصول إلى حل و ابرز الأسباب الرئيسية في هذا الخلاف هو بقاء القيادات في كل الأحزاب التى اتخذت من كرسي قيادة الحزب مقاما مقدسا لا يمكن مغادرته مع بقاء احتمالية التوريث أسوة بزعماء القبائل و أنأ لا أعنى الجميع إنما الأغلب

فلربما تتحول جلسات الحوار بين الطرفين الى مكان لاستعادة الذكريات و الشعور بآلام الماضي وبدلا من تقديم قائمة عليها نتفق تتقدم قائمة أوجاع مطلوب سرعة سدادها

ابرز مشاكل هذه الأحزاب هو خلوها من الدماء الجديدة و الأوجه الشابة فلم تختلف قيادة بعض الأحزاب عن دكتاتورية هتلر سوى بإقامة التماثيل في الميادين العامة و السبب في ذلك عائد إلى العجز في الموارد المالية

ومن الأزمات ما يمكن أن نسميه قديم جديد و خير مثال على ذلك القضية الجنوبية فمن حق أبناء الجنوب إبداء آراءهم غير أن من يتحدثون عنها هم من يحاولون فرضها عليهم

ظهرت هذه الحركة بداية كمطالب استحقاقية و لكن هناك من تجار الحروب من ينفخ في الرماد فهناك من نصب نفسه ناطقا عن الجنوب متناسيا أننا يمن واحد عبر الزمن وان التشطير كان حالة نادرة و النادر لا حكم له و الأغرب من هذا كله عودة الفارين الذين اخرجوا من دارهم حاملين وجوه الخزي والعار علمهم النظام السابق مبادئ طرق الأبواب و اكتسبوا روح العمالة في المهجر منهم من يتحدث امام الكاميرات و كأنه بالأمس القريب فرش الجنوب وردا فقد استخدم البساط السحري كوسيلة للمواصلات و سخر البر و البحر و الجو متناسيا ارثه الأسود الملطخ بالدماء و الدمار معتبرين مهرجان التصالح و التسامح هو صك الغفران

في حقيقة الأمر لم يقبل بهم الشعب و هم قادمون من أوساطه فكيف سيقبل بهم وهم عائدون كأجندة لأيادي خارجية و أصبح مؤتمر الحوار كابوسا يؤرق أحلامهم لان الأوراق التي يستخدمونها قد عفي عليها الزمن

كما برز إلي المشهد تنظيم عاشا طويلا في الظلمة برز تنظيم القاعدة ليحرق أوراقه محليا كما احرقها من قبل عالميا و ليعلن للجميع وجود قيادات جديدة تستخدم الأغطية دوما لأنها تكره النور ظهر هذا التنظيم مسلحا كما هو الحال مع فصائل أخرى و ليس له هنا هدف سوى محاولات زائفة متأثر بمقولة شمال الشمال و جنوب الجنوب

لقى هذا التنظيم من اليمن حكومة وشعبا ما تلقاه العقرب إذا غادرت جحرها وضح النهار و لكنه لم يع الدرس

كما ظهرت فئة الشعارات الرنانة التي تقول ما لا تفعل تتحدث عن الموت و لكنه لليمنيين لمن يقول لا اله إلا الله لم يحدث في تأريخها قديما أو حديثا أن قتلت غيرهم

انتهجت سياسة ولاية الفقيه ولكنها لم تعرف فقيهها حتى الآن فحجت إلى سنحان باحثة عن جحر يخرج لها فقيها

جندت الفئات الشابة المتهورة التي لم تعرف شئ اسمه المدرسة و لا التعليم و دفعت لهم المال وليس بالقليل في واقع كله فقر و بطالة و اشترت بعض المشايخ و المبرزين و المنكسرين من العامة ممن يعادون التغيير و لا يعرفون حتى السبب من عدائهم له لان صفوف محو الأمية قد خلت منهم

هذه الفئة ظهرت كورم سرطاني خبيث احكم قبضته على صعدة و يحاول إحكامها أيضا على حجة وغيرها احتفلت هذه الفئة بذكرى مولد الرسول الأعظم احتفالا ظاهره في صنعاء فيه الرحمة وباطنه في صعدة من ورائه العذاب و الاعتقالات

كل هذه الفئات تظهر كأزمات و لكنها في حقيقة الأمر شظايا تتحكم فيها فئات محلية و أجنبية غير أن الواقع الذي يعرفه الجميع و لم نعر له اهتمام هو أن المخلوع يمثل الفتيل الصاعق الذي يريد تفجير هذه الشظايا فبالمال و الخبرة الطويلة في الخداع و المراوغة استطاع ان يتحكم فيها و رسمها كمواقع وخطوط منتشرة على خارطة اليمن

كل هذه الحقائق فهمها المجتمع الدولي و ربما لم يفهمونها القائمون على السياسة اليمنية الذين يتحركون بفردية و لذلك جاءت هذه الجلسة الاستثنائية و الحقيقة أن كل هذه الدول لم تهتم بنا و إنما اهتمت بمصالحها فلو كانت مهتمة بالأوضاع الإنسانية لما تجاهلت صرخات السوريون و لكنها رسالة واضحة لنا أن ننزع الفتيل و إلى الأبد

مشاهدة المزيد