القضية المأربية ليست منتج خاص بمؤتمر الحوار الوطني
بقلم/ كاتب/محمد ميقان
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 15 يوماً
الإثنين 04 فبراير-شباط 2013 04:20 م

قضية أبناء محافظة مأرب ليست وليدة اللحظة كما يتصور البعض ...وليست منتج تمت صناعته من أجل الحصول على عدد من المقاعد في مؤتمر الحوار الوطني تريدها بعض القوى ، وكما يتبادر إلى أذهان الكثيرين ممن لم يسمعوا بهذه القضية إلا في هذه الأيام.

القضية المأربية هي عبارة عن قضايا وأحداث ،، وأفعال وممارسات غير إنسانية ،،وتهميش وإقصاء ،،وعذاب وحرمان ،، وقتلٌ وتهجير ،،وظلمٌ ونهب وإرهاب ...كل تلك العوامل مورست ضد أمة من البشر تسكن في أرض الحضارة سبأ منذ الأزل..أختصها الله بهذه الأرض ..واختص هذه الأرض بهؤلاء الناس..

ولكن الحاقدين والقراصنة الماديين لم تعجبهم تلك الحكمة الإلهية وتقسيمات مالك الملك الذي خلق الأرض وخلق الإنسان ليستخلفه فيها ..فأردوا أن يهجروا سكان هذه الأرض الطيبة الممتلئ باطنها بالكنوز الثمينة من النفط والغاز والرخام والجرانيت وصخور أخرى ومعادن نفيسة ،،وذلك حقداً منهم على سكان هذه الأرض ونعتهم بالتخريب والفساد ..ومن أجل نهب تلك الثروات وسرقتها دون إعطاء الأرض حصتها القانونية من ثرواتها الطبيعية لكي لا يستفيد ساكني هذه الأرض من ثرواتهم بشئ ..

إنه منذ العام 1986عندما نجحت الاكتشافات في إستخراج النفط والغاز من محافظة مأرب والقتل والتهجير مستمر إلى يومنا هذا..بل عمدوا إلى طريقة جهنمية لتهجير السكان من المناطق النفطية بإطلاق المواد السامة في الهواء حتى تلوثت البيئة ومرض الإنسان والحيوان والطيور ويبست الأشجار التي كانت تزين ريف هذه الأرض المباركة وتضررت المزارع بشكل كبير جداً...وكذلك تم تحويل المحافظة إلى ثكنة عسكرية ...وسلم أمر المحافظة للعسكر الذين أصبح يحق لهم أن يفعلوا في المأربيين ما يرونه مناسب لتأمين الثروة التي تذهب إلى جيوب حفنة من الفاسدين ..فالشعب منها براء .

وبالتزامن مع تلك الأعمال المخالفة للشريعة والقانون يسلخنا الإعلام الرسمي ليل نهار في كل صباح قضية تخريب في مأرب في كل مساء عملية خطف أجانب في مأرب أو تفجير لأنبوب النفط ..وعمليات عسكرية لا تتوقف و و..الخ من الأعمال القبيحة حتى أصبح المواطن اليمني يتخيل الإنسان المأربي كالسبع المتوحش!.وفي النهاية الجناة إما منتسبي الأمن السياسي أو القومي ..أو متعاقدين معهم ..والضحية مأرب (البقرة الحلوب) ...أو أبنها الجائع الذي حرم من لبن أمه ..أما الخير فلا يذكر حيث لم نسمع في النشرات الاقتصادية كم تنتج مأرب من النفط وكم صدرت من النفط الخام أو الغاز أو الصخور تبنى بها وتزين بيوت المسئولين .. أو الفواكه أو .الخ..لكي لا يحس المواطن اليمني أن سلة غذائه وان شريان إقتصاده هي مأرب .

من هنا فالقضية المأربية قديمة الأصل والجذور حديثة الإشهار ...لان الإنسان المأربي متقدم في الفهم على غيره حيث أشهر قضيته بالتزامن مع القضايا الأخرى لكي نواكب الحدث ولا نجلس نغرد خارج السرب فنتهم بالتخريب أو التحريض ..

ولكن المؤسف انه إلى ألان تمت أكثر من خمس وقفات احتجاجية ..وتم تشكيل تكتل مدني مأربي وتم الإشهار عنه قبل عشرة أيام تقريباً لمتابعة القضايا العالقة ولانتزاع الحقوق المشروعة ..ولم نرى استجابة من قبل الحكومة فلا ندري ماذا تقصد بهذا الصمت الغير مبرر من الحكومة تجاه مأرب وقضيتها العادلة ..فمن الأفضل أن تحل المشاكل بالحوار وان تداوي نتائج هذا الحوار جميع الجراح والمشاكل والأزمات التي تسببت في تخلف اليمن وتأخره لعقود بالمقارنة مع محيطة العربي..

وأخيراً وليس أخرا محافظة مأرب لها قضية عادلة جذورها قديمة ..وهي عبارة عن ممارسات تمت خلال عقود ومراحل بغيظه ومنعطفات أليمة مرت بها المحافظة ..ولا تزال تلك الممارسات مستمرة ،،لذلك سيظل النضال مستمر قبل الحوار وبعده حتى ننال كامل حقوقنا دون انتقاص...