متدينون أغبياء ومتسكعون أذكياء !
بقلم/ إبراهيم طلحة
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و يوم واحد
الخميس 20 يونيو-حزيران 2013 05:17 م

نحن بحاجة إلى عملية ضرب الطرفين في الوسطين حتى نخرج بمعادلةٍ خلاف هذه.

من المثير للانتباه أن بعض المتسكعين يفهمون فقه الواقع أفضل من بعض المتدينين.

بعض المتسكعين يجاري التحولات والتغيرات المعرفية اليومية المتسارعة بذكاء، في حين يعجز المتدينون عن تطوير أنفسهم وتغيير أنماط دعوتهم فضلاً عن تغيير واقع الناس.

يظن بعض المتدينين أن الله وهبهم عقولاً راجحة دون غيرهم من العالمين، وأنه اختصهم بالفضل وجعلهم أئمةً يهدون إلى الحق المبين، في حين خلق الآخرين ليهتدوا إلى ذلك الحق المبين على أيدي الواعظين الفضلاء ويتوبوا من السيئات على أيديهم!

الله تعالى خَلَقَ الخَلْقَ وفضَّل بعضهم على بعضٍ في الرزق لا في العقل، وإنما الإنسان هو الذي يستطيع أن يَفْضُلَ غيره في العقل.. بمناقشته الموضوعية للمجتمع وحواره الشفاف مع الكون من حوله، ومحاولة الاكتمال ما أمكن.

من سيسمع من الواعظ أو الداعية ما يقوله.. من سيقبل منه كلامه إذا كان لا يجيد التخاطب بلغة العصر وبلسان بليغ؟!.. أنا لا أثق في خطيب الجمعة الذي يلحن في خطبتيه أن يفتيني في حكم الغناء أو التدخين، مادمت أعرف يقينًا أنه يقول: "الكثير من المسلمون اليوم"؛ فإن الذي يقول:"من المسلمون" أشد ضررًا على المسلمين ولا أقول ـ طبعًا ـ :"على المسلمون"، من الفاسدين، وليس "من الفاسدون"!

كيف ينتظر وعَّاظنا الأتقياء البررة أن يأخذ الناس أقوالهم بعين الاعتبار لتصلح أحوالهم بينما هم أنفسهم لم يصلحوا من شأن أنفسهم ولم ينظروا إلى أحوالهم قبل أن ينظروا إلى أحوال المجتمع؟!

بالنسبة إليَّ، أفضّلُ أن أستمع إلى شاعرٍ عاشقٍ مجيدٍ، أو أقرأ لكاتبٍ ساخرٍ "صائع ضائع" يمتلك لغةً سليمة، أحسن من أن أستمع لخطيبٍ مفوَّه ذي صوتٍ مزعجٍ ولغةٍ ركيكة، أو أقرأ لكاتبٍ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ حُرٍّ مكلّف، يضع النقاط على غير حروفها ويركِّب الكلام على "موتور"!!