آخر الاخبار

النجم ميسي يحقق 3 أرقام قياسية ويقود إنتر ميامي لاكتساح نيويورك ريد بولز بسداسية بحضور قيادات بارزة … مكتب الاوقاف بمأرب يكرم الدفعة الاولى من الحافظات والحافظين المجازين بالسند المتصل للنبي فوز تاريخي وغير مسبوق .. أول عمدة مسلم في لندن يفوز بولاية ثالثة وانتكاسة كبيرة للمحافظين بالانتخابات حرب المظاهرات الجامعية يشتعل وبقوة وجامعات جديدة حول العالم تنضم إلى الحراك الطلابي المناصر لغزة روسيا تقلب موازين المعارك وتعلن التقدم والسيطرة وقرية أوكرانية تتحول لأنقاض مع فرار سكانها من التقدم الروسي تفاصيل فضيحة ثانية تهز ألمانيا في اختراق 6 آلاف اجتماع أمني للجيش حرب ومعارك طاحنة في السودان والجيش يشعل مواجهات غير مسبوقة شمال الخرطوم لقطع إمدادات الدعم الصحة السعودية تكشف عن آخر مستجدات واقعة التسمم في الرياض رسميًا.. ريال مدريد يحصد لقب الدوري الإسباني لهذا الموسم السنوار يتحدث للمرة الأولى عن صفقة الهدنة المقترحة في غزة

توظيف الماضي لفهم وبناء الحاضر والمستقبل 1
بقلم/ علي محمد الخميسي
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 7 أيام
الجمعة 27 أغسطس-آب 2010 01:16 ص

عاشت شعوب أوروبا قرون طويلة من التخلف والتراجع الحضاري , وخاضت غالبية الدول الأوروبية فيما بينها حروب طاحنة أكلت الأخضر واليابس لتخلف عشرات الملايين من القتلى والجرحى خاصة في الحربين العالمية الأولى والثانية , ولكن من يشاهد أوروبا اليوم ونهضة أوروبا ووحدة أوروبا لن يصدق ما كتب عن تاريخ هذه القارة الكبيرة , أتدرون مالذي حدث : لقد وظفت أوروبا ماضيها الأسود والدموي والاستعماري وبنت عليه حاضرها الحديث ومستقبلها المشرق وطوت نهائيا خلافاتها القديمة وصراعاتها التاريخية لتشكل معا وحدة أوروبية أذهلت الأعداء قبل الأصدقاء وهذه هي سنن الكون التي استطاع الأوروبيون فهمها و الأخذ بها حتى وصلوا إلى ماهم عليه اليوم من تطور وحداثة ورفاهية وحضارة علمية استفاد منها ومن فوائدها العالم اجمع .

تجربه أخرى نذكرها في هذا السياق اعتقد أنها أيضا من التجارب الحضارية الرائدة وتدعونا كعرب ومسلمين ويمنيين بشكل خاص إلى التأمل بعمق واخذ الدروس والعبر حتى من الغير , فالإمبراطورية اليابانية كما نعلم انهارت وسقطت وهُزمت شر هزيمة في الحرب العالمية الثانية بعد أن خاضت حروب طاحنة ومدمرة مع أعدائها , وبإلقاء القنبلة الأمريكية الذرية على مدينتي هيروشيما و ننازاكي توقفت الحرب وأعلنت اليابان استسلامها وانسحابها بعد أن أيقنت أن ( العلم والتعلم وتنمية الإنسان ) هو السلاح الوحيد لبناء الدول والأوطان و الطريقة المثلى لتحقيق الرفاهية للشعوب , اليابانيون تجاوزوا ماضيهم الحزين وبدءوا العمل من الصفر عبر بناء ما دمرته تلك الحروب العبثية التي خاضتها دولتهم , وقد بدء الإنسان الياباني يدرك حينها أن نسيان الماضي واخذ الدروس والعبر منه وانتهاج برنامج علمي والأخذ بالأسباب وسنن الكون الثابتة مفتاح السر لبناء الحاضر والمستقبل معا وهو ما تحقق لليابان كدولة وشعب اليوم لتتحول في خلال عقود معدودة إلى دولة صناعية كبرى يحترمها الجميع حول العالم بل ويحسب لها ألف حساب يليق بمكانتها العلمية والثقافية وحجمها الاقتصادي العالمي الكبير .

هذه التجارب الكبيرة التي خاضتها بعض الشعوب في عصرنا هذا اعتقد أنها لم تنجح بهذه الصور الحضارية إلا بفعل عوامل موضوعية عدة أهمها نسيان الماضي الحزين و توظيف الذاكرة الشعبية والسياسية والماضي السلبي والسيئ لفهم وبناء الحاضر والمستقبل لهذه البلدان والشعوب ولننظر فقط بالإضافة إلى ما ذكرناه في هذا الشأن تجربة الولايات المتحدة الأمريكية وتجربة جمهورية الصين الشعبية وجمهورية الهند وكذلك لا ننسى تجارب رائدة أخرى في عالمنا الإسلامي والعربي كتجربة مملكة ماليزيا الإسلامية وتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة وتجربة دولة قطر وتجربة الجمهورية التركية ...الخ 

* في الجزء الأخير من هذا الطرح سنتناول إن شاء الله أمثله أخرى ولكن في الجانب الآخر من العالم الذي عمل ولا زال يعمل على توظيف الماضي السلبي لبناء حاضر ومستقبل هلامي غير مأمون لم ولن يكتب له النجاح وهذه سنن الحياة والكون الثابتة كما أسلفنا في الحديث عن التجارب الحضارية الايجابية التي انتهجتها الدول المتقدمة والناضجة , وسنختم في هذا الجزء موضوعنا بالحديث المقتضب عن تجربة وطننا مع ماضية السئ وعلاقة هذا الماضي بمشاكلنا وأوضاعنا السائدة والحنين المتصاعد من قبل البعض للعودة إلى هذا الماضي الحزين .

ali.alkhamesy@gmail.com