قناة سهيل إشراقات النجاح وجوانب القصور
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 10 أيام
الأربعاء 09 فبراير-شباط 2011 09:10 م

لا بد لنا عند الحديث عن أي قناة فضائية يمنية خاصة أن نذكر أن قناة السعيدة الفضائية كان لها الفضل في كسر حاجز الاحتكار الرسمي للبث التلفزيوني الفضائي وجاءت في وقت طفح الكيل من فضائية اليمن التي تعيش هذه الأيام موتاً سريرياً ، بدأت السعيدة بقوة وتميزت بكونها أبرزت من غيبهم الإعلام الرسمي وانفردت ببرامج رائعة كفرسان الميدان وهمي همك وغيرها ولكن السعيدة تحولت إلى قناة تجارية بحتة وخلطت الغث بالسمين والسم بالعسل كما أن برامجها الشهيرة كحصاد الأسبوع يبحث عن الكوارث والفواجع بغية الإثارة الفجة ويهدد النسيج الاجتماعي بالتفكك ومذيعوه يفتقر أغلبهم للثراء الأدبي والنطق السليم ونستطيع القول أن السعيدة كما قال لي الدكتور عبد الولي الشميري: نجحت تجاريا وفشلت رسالياً.

قناة سهيل التي احتفلت قبل أسابيع بمرور عام على بثها الرسمي ولدت بضجة مصاحبة لها حيث دشنت بثها من الكويت ثم منعت في الكويت ثم انتقلت إلى لندن وقد صنفت كقناة معارضة وتابعة للإصلاح وأسرة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله على وجه الخصوص فلم تنجح في كسب الإعلانات التجارية كما نجحت فيها قناة السعيدة وحتى نكون منصفين فقد تميزت سهيل برامج رائعة مثل برنامج أضواء سهيل وبصراحة وفي ظلال الشريعة وحديث الذكريات والمرصد وغيرها ولكنها تكاد تخلو من البرامج الدرامية كالمسلسلات ربما لعدم وجود إنتاج هادف وجاد ويخلو من تصوير المرأة ولأن الإسلاميين أو المؤسسة العلمائية لم يصدر عنها حتى الآن اجتهاد جماعي ورؤية موحدة في قضايا الفنون والدراما وما يصدر هو مجرد اجتهاد متفرقة للشيخ القرضاوي مثلا وللدكتور محمد عمارة وللشيخ على الصلابي وهؤلاء يصنفون على أنهم من المنفتحون في قضايا الفنون والدراما وقد رفض مجمع الفقه الإسلامي مؤخرا أطروحاتهم بخصوص جواز تمثيل الصحابة بل وأتهم شركات الإنتاج الفني بالبحث وراء من يفتي لها بحيث تجعله مستشارا وتوظفه ليجوز لها ما تريد لن نتوسع كثيرا في ضرورة وجود رؤية شرعية موحدة من قضايا الدراما والفنون بشكل عام فهذا أمرا يحتاج لكتاب إن لم نقل مقال مطول ولكن نقول نجحت سهيل في أن تكون منبرا من لا منبر له من أبناء الشعب كالإصلاح والمشترك كما نجحت سهيل ببث فعاليات المشترك وتغطية الحراك الجماهيري المتزايد ولو بوقت متأخر بعض الشيء لعدم وجود جهاز بث مباشر وهو الأمر الذي أزعج السلطة وتسبب بإلزام شركة إم تي إن ويمن موبايل بحجب خدمة الرسائل sms  التي كانت تبث على القناة ولكن ما تزال القناة تعاني من جوانب قصور مثل:

1- قلة البرامج الميدانية التي تكشف عن هموم المواطنين ومشاكلهم.

2- غياب الطرف الآخر فليس من المعقول أن لا ينجح القائمون على القناة وهم مهما كانت حدة معارضتهم أصحاب علاقات واسعة مع مسئولين وأطراف فاعلة في النظام في استضافة شخصيات من الطرف الآخر

3- غياب فعاليات الحكومة والجهاز الخاص الهامة ولو البعض منها على اعتبار أن الحكومة رغم كوارثها هناك أحيانا أشياء إيجابية وتستحق الإشادة فلا يعقل أن تكون ننظر للسلطة بتلك النظرة السوداوية فمثلا وردت أشياء إيجابية في خطاب الرئيس الأخير الذي ألقاه في مجلس النواب لماذا لا تبثه سهيل ثم تأتي بمحللين سياسيين ليعلقوا عليه كما تفعل الجزيرة ما المانع ؟!!

4- عدم إعطاء قطاعات واسعة من المجتمع نصيبها المطلوب من برامج القناة كالطفل والمرأة والشباب والطلاب وغيرهم.

5- بثت القناة مؤخرا برامج الجزيرة لمواكبة الأحداث في مصر ولكن عيب سهيل أنها أحيانا تقطع البث فجأة والضيف لم يكمل جملته المفيدة وهذا عيب يحسب على القناة.

6- غياب الأفلام الوثائقية عن قضايا المجتمع وشخصياته التي تستحق تعريف الجمهور بجوانب من حياتها وجهودها.

7- غياب ممثلين عن الحراك الجنوبي وغياب أخبار الناس في عموم الوطن فنحن نحتاج من سهيل نشرة يومية أو تميد شبكة من المراسلين في كل محافظة ومدينة فمثلا الآن تعيش مدينة ردفان حصارا مخيفا ولكن سهيل مشغولة ببث فعاليات المشترك وهذه الفعاليات رغم أهميتها ليست كل شيء. 

 8- غياب برامج المسابقات الميدانية والجوائز السخية وغياب التشجيع المواهب من الأطفال والشباب ودعمهم ولقد كان برنامج خطيب اليمن خطوة رائعة نتمنى أن تتبعها خطوات.

 9- تدني الرواتب وضآلة المكافأت التي تعطى للموظفين والمتعاونين والتي لا تساوي شيئا ولا حق مواصلات ناهيك عن ان يعتاش منها إنسان سوي . 

تلك مقترحات كتبتها مشاركة مني في الإحتفاء بقناة سهيل العزيزة على قلوبنا آملاً من إدارة القناة الاستفادة من مما يكتب وتطوير برامجها بما يحقق لها أكبر قدر من الجمهور وبما يحقق رسالتها على الوجه المطلوب.